المجمع، وبعد خمسة أيام وصل بطريرك أنطاكية ومعه اثنان وثلاثون أسقفًا، فَأَنْبَأَهُ المجمع بقطع نسطوريوس، فتكدَّر واعتبر عمل المجمع تَسَرُّعًا ونسب إلى كيرلُّس الاستبداد، ثم عقد مجمعًا مؤلفًا من نحو أربعين أسقفًا وحكم فيه بالقطع على كيرلُّس وعلى سائر الأساقفة الذين قبلوا قرار المجمع بلا فحص ولا روية. ثم حضر نُوَّاب بابا رومة الأسقفان أركاذيوس وبروياكتوس والقس فيلبس، فاجتمع مجمع كيرلُّس مرة ثانية وتُليت فيه رسائلُ البابا وأمضى فيها نُوَّابُهُ الأعمالَ السابقة، ودُعي بطريرك أنطاكية إلى الاجتماع، فلم يحضر، فحكم المجمع بالقطع عليه وعلى ثلاثة وثلاثين أسقفًا معه، فتَحَرَّكَ الإمبراطورُ لما رأى من هذه البلبلة فطلب وفدًا عن كل فئة، فلما حضر الوفدان وسمع دعوى كُلٍّ منهما؛ أمر بإعادة كُلٍّ من كيرلُّس وأسقف إفسس إلى منصبه، ونصَّب على كرسي القسطنطينية أحدَ أعضاء وفد كيرلُّس واسمه مكسيميانوس، وأمر برجوع الأساقفة إلى أوطانهم.
وثبَّت المجمع الثالث دستور الإيمان الذي كان تثبيتُهُ قد سبق في المجمعين الأول والثاني، وحرَّر أسقفية قبرص من الخضوع لبطريرك أنطاكية، فأصبحتْ كنيسةً مستقلةً منذ ذلك الحين.
ثم دعا البطريرك مكسيميانوس كُلًّا من بطريرك الإسكندرية وبطريرك أنطاكية إلى نيقوميذية وحدهما، فحضرا وتَسَالَمَا بعد مدة، ونُفي نسطوريوس إلى مصر فاغتاله أحدُ رُهبانها في السنة ٤٥١.
المجمعُ المسكوني الرابع في خلقيدونية: (٤٥١) وكما تطرَّف نسطوريوس معارضًا تعاليمَ أبوليناريوس فقال بكمال طبيعة الناسوت؛ أي بكمال طبيعة المسيح البشرية، فإن أوطيخة Eutyches أحد الآباء في القسطنطينية قال بكمال طبيعة اللاهوت معارضًا مذهب آريوسز فعلَّم أن المسيح المخلص طبيعةٌ واحدةٌ وأن جسده بمحض كونه جسد إلهٍ ليس مساويًا لجسدنا في