صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/95

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من جيل إلى جيل على تقادم الزمن واختلاف المجتمعات ، فما من قرية يحصرها العارف بتاريخها إلا وجد فيها أغنياء كان آباؤهم إلى زمن قريب من الفقراء، ووجد فيها فقراء كان آباؤهم إلى زمن قريب من الأغنياء . وتلك الأيام نداولها بين الناس ، فمن أراد أن يقف بها على حالة واحدة ا ۹۱ فغبن الفقير العامل من وقوفها كغين الأغنياء ، أو أسوأ منه عقبي لأن الفقير العامل هو الكاسب بتغيير حاله وهو الذي ينقطع به الأمل إذا امتنع عليه التغيير والتبديل

  • * *

ولقد خاض الفلاسفة المحدثون كثيراً في كلام طويل عريض عن العدل والمساواة، فلم يبلغوا من إقامة حدود العدل والمساواة ماباغه الإسلام بالديمقراطية الإسلامية ، فهل العدل هو المساواة ؟ وهل المساواة مرادفة لعدل في معناها ؟ 6 ا بعض المساواة ، عدل لاشك فيه، وبعضها كذلك ظلم لا لاشك فيه ، لأن مساواة من يستحق بمن لا يستحق هي الظلم بعينه ، والمساواة الأشياء هي العدم المطلق . إذ لا بد من اختلاف ليقال هذا فإن لم يكن اختلاف لم يكن شيء ، وإنما هو بين جميع شيء وذلك شيء العدم المطلق الذي لا محل فيه لموجود . والإسلام يشيد بالعدل ويوجبه ويكرر الدعوة إليه : يوجبه بين العدو وعدوه : « ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا . اعدلوا أقرب للتقوى » . هو