صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

إن منع الغبن هو غاية كل نظام صالح سواء أسميناه بالديمقراطية أم سميناه بما شئنا من الأسماء ، ولكن منع الغبن لا ينتهى عند منع استغلال القوى للضعيف أو منع تسخير الغنى للمحروم ، فهناك غبن كهذا الغبن أو أشد منه إضراراً بالمجتمع وأسوأ . منه عائدة عليه ، وهو أن تحرم المجتهد ثمرة اجتهاده وتحول بين صاحب المزية وحق امتيازه ، وأظلم المجتمعات هو المجتمع الذي أنه يحارب الحرمان ثم يحرم المجتهدين والممتازين ويسوى بينهم وبين الكسالى والعاجزين وديمقراطية الإسلام تمنع الغبن في جميع صوره وجميع مآتيه ، فتمنع غبن القادر كما تمنع غبن العاجز وتنكر الاستغلال كما تنكر الإجحاف ، ولهذا تعترف بالفوارق والدرجات ، وتقرر حقيقتها التي سبيل إلى الغفلة عنها ، وهي حقيقة ملحوظة في شئون الرزق وفى غيرها من الشئون ، فما من طائفة من الناس تتساوی بین آحادها ولو كانوا من الأنبياء المرسلين أو من المجاهدين المجتهدين أو من العلماء العاملين . « ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون » « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض » ا فضل الله المجاهدين بأه والهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى ، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرأ عظما » « وأكمل درجات مما عملوا واليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون » . « والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير » ۸۹ 00 6