صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۸ على كل كسب : « وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » ومن سنن الإسلام قول النبي عليه السلام : « إن أفضل الكسب كسب الرجل من يده » وإن « الله يحب العبد المحترف ويكره العبد البطال » . . . وذكر أمامه رجل جلد قوى فقال بعض صحبه : لو كان جلده وقوته في سبيل الله ؟ فقال عليه السلام : « إن كان خرج يسعى على أولاد ضعاف فهو في سبيل الله ، وإن كان على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله » أكبر المحرمات في الإسلام أن يعيش الإنسان بالمال الباطل ومن وأن يتخذه سبيلا ً إلى سيطرة الحكم ورشوة الحكام. . . « ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام » . هذه هي الديمقراطية « الاقتصادية » في الإسلام ، ولن تتموم ديمقراطية « اقتصادية » على قاعدة أقوم من هاتين القاعدتين : تحريم الاستغلال وتقديس العمل ، ولن تطمح الديمقراطية يوماً إلى أمل أكبر من تكوين مجتمع يبرأ من المستغل والمتبطل وتدور الثروة فيه بين الأيدى كافة ولا تنحصر فيه بين الأغنياء . ولم تقف و الديمقراطية الاقتصادية » في الإسلام عند تحريم الاستغلال وتقديس العمل وكراهة التبطل وكنز الأموال بل هي 6 000 تحسب الحساب الأوفى لمن يعجزون عن العمل غير متبطلين ولا متواكلين ، وتفرض لهم فريضة الزكاة وتجعلها لهم حقا معلوماً في كل مال .