صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۷ وهكذا شرعت الديمقراطية الاقتصادية في الإسلام فالإسلام يبطل قوة الاستغلال ويقدس حق العمل ، ولا تحتاج الديمقراطية إلى أكثر من هاتين القاعدتين لكى تستقر عليها أحسن قرار . يأمر الإسلام بتوزيع المال : « کی لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ، كما جاء في القرآن الكريم . ويكره الإسلام كنز المال : « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم » . ويكره طغيان الغنى : « إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى » . ويكره أن يصبح المال تجارة فمن ثم حرم أكل الربا أضعافاً مضاعفة : « يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون » . . . « وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله » ويحرم الإسلام تبعاً لذلك العين بالعين إلا سواء بسواء ويداً بيد ، لأن اختلاف السعر هنا باب الاستغلال . قال النبي عليه السلام : « الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى » . وكذلك يحرم الاحتكار لرفع الأسعار. قال النبي عليه السلام : و الحالب مرزوق والمحتكر ملعون »، وقال عليه السلام : « من احتكر طعاماً أربعين يوماً يريد به الغلاء فقد برئ من الله وبرئ الله منه » . - ومع تحريم الاستغلال يقدس الإسلام حق العمل ويفضل كسه