صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الديمقراطية الاقتصادية بقاء الفوارق يقول الغلاة من الشيوعيين إن الديمقراطية مستحيلة مع بين الناس في المال أو في شئون الرزق على العموم . وحقيقة الأمر أن الفوارق بين الناس متعددة لا تنحصر في شئون الرزق والثروة ، ومنها ما هو فوارق طبيعية تلازم الإنسان ولا تنفصل عنه بقانون أو نظام حكومة ، فما خلا الناس قط ولا يخلون بعد اليوم من فوارق في الذكاء والغباء وفى القوة والضعف ، وفي الحال والقبح ، وفى الهمة والخمول ، وفى النتاج والعقم ، وفيها يتفرع على جميع هذه الصفات من الفوارق الملازمة التي تقل فيها حيل الشرائع والحكومات ، أن يقال إن فوارق المال التي تذهب وتجيء وتتقلب بين الأيدى من زمن إلى زمن هي وحدها مانعة الديمقراطية أن تتحقق على أتمها في المجتمعات الإنسانية ، فإذا جازت الديمقراطية مع فوارق الطبيعة فهى جائزة من باب أولى مع فوارق المال التي لا تستقر على حال . C وقد ثبت من تجارب الناس قديماً وحديثاً أن التفاوت علامة حسنة وليس بالعلامة الرديئة التي نسعى إلى التخلص منها ، فليس من الخير أن نتخلص منها لو أمكننا ذلك ، لأن الاختلاف بين أبناء النوع Aa . .