صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فما ترك أحداً من المهاجرين والأنصار وغيرهم إلا سألهم واستشارهم . قال المسور بن مخرمة الذي ننقل هذا الخبر من روايته في كتاب الإمامة والسياسة : « أما أهل الرأى فأتاهم مستشيراً وتلقى غيرهم فلم يلق يستشيره ولا يسأله إلا ويقول : عثمان ؛ فلما سائلا ، أحداً رأى اتفاق الناس واجتماعهم على عثمان جاء المسور بن مخرمة عشاء فقال له : ألا أراك نائماً ؟ فوالله ما اكتحلت عينى بنوم منذ هذه الثلاثة . ادع لي نفراً من المهاجرين سماهم بأسمائهم ، فناجاهم في المسجد طويلا ثم قاموا من عنده فدعا علينا فناجاه طويلا ، ودعا عثمان فناجاه طويلا ً ، حتى أنت صلاة الصبح ، فلما صلوا جميعاً أخذ على كل واحد منهم العهد والميثاق لئن بايعتك لتقيمن كتاب الله وسنة رسوله وسنة صاحبيك من قبلك ، فأعطاه كل واحد منهم العهد والميثاق على ذلك ، ثم قال لكل منهم : لئن بايعت غيرك لترضين ولتسلمن وليكونن سيفك معى على من أبى . فأعطوه ذلك من عهودهم ومواثيقهم . . . ثم جمع الناس وبايع لعثمان ، فبايعوه . فلم يكن الأمر يعدو الترشيح من أهله ، وأهله هنا أولى بالإصابة والإخلاص والتوفيق من « لجنة الحزب » التي تجتمع في البلاد الجمهورية لتختار مرشحهم للرئاسة وتحمل الناس بوسائلها المعروفة على انتخابه ، ولم تكن للصناديق والأوراق في العصور الحديثة زيادة في صدق الترشيح ولا في صدق الانتخاب ولا في حرية الاختيار . >> VV وقد كان الخليفة يعاهد الناس بعد مبايعته على سنة الحكم مستعيناً