صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وإذا قال العلماء إن الأمة هي مصدر السيادة فلا تعارض بين هذا القول وبين القول بأن القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدر التشريع ، فإن الأمة هي التي تفهم الكتاب والسنة وتعمل بهما ؛ وتنظر في أحوالها لترى مواضع التطبيق ومواضع الوقف والتعديل وتقر الإمام على ما يأمر به من الأحكام أو تأباه . AMag وقد وقف الفاروق رضي الله عنه حد السرقة في عام المجاعة ، ولم يقم الصديق رضي الله عنه حدا على خالد بن الوليد لقتله مالك بن نويرة وبنائه بزوجته قبل وفاء عدتها، لحديث الواقعة في أحوال تعرضه للخطأ في التقدير ، وقال النبي عليه السلام : « إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ، بعد أن جاء في القرآن الكريم : « كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين . . وعلل أناس من فقهاء الترك وقف بعض الحدود بتعذر الاعتماد على شهود عدول في العقوبات التي لا تستدرك ، ولم يعنوا بذلك اتهام الناس جميعاً بالكذب والزور ، بل كان كافياً في رأيهم أن يوجد قوم يشهدون زوراً ويحترفون الشهادة أحياناً للتحرج من التعويل على الشهادة في العقوبات التي لا تستدرك بعد نفاذها ومن الأصول المقررة «درء الحدود بالشبهات » وهى – أي الشبهات - شيء لا يعرف قبل الزمن الذي تقع فيه الجريمة ، فمن كان من حقه – بل واجبه – تقدير الشبهة ، كان من حقه – بل واجبه – أن يتحرى المواقف التي يدرأ فيها الحدود . الديمقراطية في الإسلام -