صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

14 الأساسية مبادئ الإسلام ... وسبيل تقريرها أن يتعلمها الشعب والأبناء وأن يتدارسوها على الدوام » . ( Mik

هذه خلاصة رأى العالم الباكستاني في مسألة السيادة أو مصدر السلطات في الإسلام ، وهو رأى راجح لا ينفرد به المحددون من أصحاب الآراء بل يقول به المحافظون من علماء السنة المشهورين ، وقد أثبته العالم المصرى الكبير الشيخ محمد بخيت الذي تولى إفتاء الديار المصرية زمناً ، واشتهر بالمحافظة وكراهة الغلو في التجديد ؛ فقال في كتابه عن حقيقة الإسلام وأصول الحكم إن كتب الكلام « كلها مطبقة متفقة أن منصب الخليفة والإمام إنما يكون بمبايعة أهل الحل والعقد، وأن الإمام إنما هو وكيل الأمة، وأنهم هم الذين يولونه ملاك السلطة ، وأنهم يملكون خلعه وعزله وشرطوا لذلك شروطاً أخذوها الأحاديث من فإن مصدر الصحيحة وليس لهم مذهب سوى هذا المذهب قوة الخليفة هو الأمة وإنه إنما يستمد سلطانه منها وإن المسلمين أول أمة قالت بأن الأمة هي مصدر السلطات كلها . . . » غير أن القول بأن الأمة هي مصدر السيادة في الإسلام لا ينبنى على أنها قد تتحول عن دينها في احتمال قريب أو بعيد . إذ التحول عن الدين جريمة كبرى في الأديان ، وليس بالمعقول أن ينبنى على الجريمة حق من الحقوق فضلا عن حق السيادة الذي هو مصدر جميع الحقوق