صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في من القرظ والعكمة من السمن والأوهاب فأجمع ذلك ثم أبعث به إليه ، وأنا أخاف إن أبيتم ذلك أن يمنع منكم الشام فلا تتجروا به وينقطع منه » . . . فخاف القوم قيصر وأشفقوا من إغلاق متاجر الشام فعاهدوا عثمان على الملاك وأوشكوا أن يعتمدوا التاج على رأسه . وجوههم لولا صائح منهم – هو ابن عمه زمعة الأسود بن المطلب علم بالأمر فنفس عليه سلطانه واعترض سادة قريش وهم في الطواف فاثارهم على هذا الملاك الذي لا عهد لهم به ، فانقلبوا عليه ويئس عثمان منهم فعاد إلى قيصر يشكوهم ، وكبر على قيصر أن يعصيه شرذمة من أهل الصحراء فأرسل صاحبهم إلى ملك الغساسنة وأمره أن يحبس له كل من أشار بحبسه من تجار العرب بالشام ، وتعاظم الخطب على سادة قريش وعلموا لا قبل لهم بسلطان قيصر في بلاده ولا صبر لهم على سيادة واحد منهم بينهم ، فاحتالوا حتى قتلوا صاحبهم مسموماً ، وشغل قيصر عن الحجاز وأهله بمتاعب دولته ، حتى تجدد ذكره بعد قرن كامل من ذلك التاريخ بانتشار الدعوة المحمدية فلم يكن سخط القوم على السلطان المطلق غيرة على حق ولا إيماناً بالحرية الشعبية ، ولكنه كان سخط النظراء يتنافسون بينهم على الملك كما يتنافسون على غيره من المغانم والحظوظ Mil ۳۳

6 ولا يفوتنا أن الروايات التي أجملناها فيما تقدم عن عسف الملوك والأمراء ، لم تخل من إضافات القصة والخيال كجميع روايات التاريخ الديمقراطية في الإسلام