صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۰ يوم نعيمه وجعل لنفسه يومين في كل سنة : يوم البؤس ويوم النعيم ، فمن طلع عليه أعطاه مائة من الإبل ، ومن طلع عليه يوم بؤسه أعطاه رأس ظريان وأمر به فذبح وطلى بدمه القبران . . . وكان من قدر عبيد بن أنه كان أول طالع عليه في يوم البؤس فشق عليه أن يحين أجله على يديه ولكنه قتله وأكرمه بتخييره في قتلة من ثلاث قتلات ، ولا خير فيها – كما قال عبيد - لمرتاد وكان عمرو بن هند يخاطب الناس من وراء ستور ، وأمه هي التي رفعت مكان الشاعر الحارث بن حلزة عنده – على رفعة قدره في قومه ـ لأنها أعجبت بشعره فقالت لابنها : ما رأيت كاليوم قط رجلاً يقول مثل هذا القول ويكلم من وراء سبعة ستور ، فما زال الملك يأمر برفع ستر بعد ستر حتى أدنى الشاعر وأطعمه في جفنته وأسلمه سبعين أسيراً من بني بكر جزت قواصيهم إذلالا لهم وإعزازا للشاعر المرضى عنه . وأم عمرو هذه هي التي استكبر أن يوجد في نساء العرب من تأنف من خدمتها ، فقال ذات يوم لندمائه : هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ؟ فقالوا : نعم ! عمرو بن كلثوم ولم ؟ قالوا : لأن أباها مهلهل بن ربيعة ، وعمها كليب بن وائل، وبعلها كلثوم بن مالك ، وابنها عمرو بن كلثوم ، فأرسل الملك إلى الشاعر الرئيس في قومه يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه ، وأمر برواقه فضرب فيها بين الحيرة والفرات ، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا ، وأمر أمه أن تنحى الخدم إذا دعا بالطرف وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم ، الأبرص . . ، فسأل .