صفحة:الجاسوس على القاموس.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و المقدمة * هنا هساره بلفظة اب مع تعدد معانيها الحسنة ومع كونها اول حروف الهجاء وخصوصا ان الاب بمعنى المرعى ورد في التنزيل وعلى هذا النسق رتب اليونانيون والرومانيون والسريان والافرنج كتب لغتهم فأن نسق حروف الهجاء عندهم الالف ثم الباء . ويحسنه الاستطراد الى لفظ الاب بمعنى الوالد فاقول انه لم يات في فصيح اللغات من اب ابه ای قصد قصده حتى يكون مماثلا للفظ الام فأنهم قالوا انه من ام امه بمعنى اب ابه لان اولادها يقصدونها وكذلك الامام بالكسر والفتح واغلب مشتقات هذه المادة جاء من هذا المعنى وانما جاء الاب من المعتل ولا أصل له هناك فكان عقيما مع كونه بالطبع منتجا وكأنهم لمـا شعروا بظلام له اشتقوا منه فعلا فقالوا ابوت الرجل ابوة اذا كنت له ابا وتأبيت ابا ای اتخذت ابا كما تقول تأمت اما وتعمت عما وعبارة الاساس وانه ليابو ييما اى يغذوه ويربيه فعل الاباء غيران صاحب المحكم حكى انه جاء الاب مشددا لغة في الاب وهو لا ينافي قولى في فصيح اللغـات لانه لم يشتهر حتى ان المصنف زاغ نظره عن الرواية اذ لم يكن يترقبها ولولا ذلك لذكرها فانه ذكر الحر مشددا لغة في الحر مخففا والدم لغة في الدم واليد لغة في اليد والاخ لغة في الاخ ولكن لم يذكر هنا ان بعض العرب يقولون اخة بالتشديد نقل ذلك ابن دريد عن الكلبي ولكن قال بعده ولا ادري ما صحة ذلك وكما انهم شددوا المخفف فكذلك خففوا المشدد في الرب • أمثلة غير المطرد ايضا انه جاء اخترف الثمار بمعنى خرفها واجتناها بمعنى جناها ولم يجئ اقتطفها بمعنى قطفها وقد فتشت عن هذا الحرف في التهذيب والمحكم والصحاح ومختصره والعباب والتكملة والمجمل والاساس ولسان العرب والمه باح والقاموس ولم اره فاما ان عدم مجيئه من شذوذ اللغة او من قصور المؤلفين فيهـا وبعكس ذلك مجئ قدس و خشخص دون الثلاثي وقد مر ذكرهما . ومن ذلك أنه ورد تحادثا وتخاطبا وتقاولا ونحو ذلك من دون تقييد وقيدوا تكالما بعد التهاجر كذا رايتها في الصحاح والتهذيب والمحكم والاساس و القاموس الا صاحب المصباح فانه ذكرها من دون تقييد . ومن ذلك انه جاء المعبد كمعظم للمذال والمكرم ضد فمعنى المذلل جعله كالبد ومعنى المكرم جعله مطاعا لانهم فسروا العبادة بالطاعة ولم يراعوا ذلك في خدم فانهم قصروا المخدم على من له خدم وحشم . ومن الغريب في مادة عبد انهم ذكروا للعبد خمسة عشر جمعا ولم يذكروا للحر الا جمعين ونحو من ذلك مجى عدة مصادر لشنه ای ابغضه مع ان العبد والبغض لا يستحقان هذا الاعتناء وجاءت الفاظ كثيرة مرادفة للكذب والباطل ولم يجئ للصدق والحق مرادف وقالوا فلان أنحى من فلان اي اعلم منه بالنحو ولم يقولوا هو الغي منه اى اعلم منه باللغة مع ان علم اللغة مقدم على علم النحو ولم يقولوا ايضا لاغاه كما قالوا خاطبه وحادثه و ناطقه وكالمه ومن (4)