صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٦ –

قولنا: الحيوان الناطق مثلاً. ولكي يتمكن الإنسان من شرح الماهية المجهولة حتى تصير معلومة عنده يجب أن يبحث عن أجزائها وخصائصها، ثم يؤلف مما اجتمع لديه قولاً شارحاً للماهية التي يطلبها وطريق ذلك أن يبحث أولاً عما تشترك فيه الماهية مع غيرها من الماهيات الأخرى، ثم يضم إليه ما يختص بها ولا يوجد غيرها لتتميز عنده التميز الذي يطلبه ولا تلتبس بسواها. فما لم تتميز الماهية في التعريف عن كل ما سواها لا تكون معروفة بالمعنى الذي تطمئن إليه القلوب؛ فتارة يكون ذلك المميز ذاتياً، كالفصل القريب. وتارة يكون عرضياً، كالخاصية. وبهذا الاعتبار تتنوع المعرفات كما سنعرفه

(الحَدُّ قَوْلٌ دَالٌّ عَلَى مَاهِيَّةِ الشَّيْءِ وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبَيْنَ كَالحَيَوانِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَهْوَ الحَدُّ التَّامُّ، وَالحَدُّ النَّاقِصُ وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبِ كَالْجِسْمِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ)

إذا جهلت شيئاً وطلبت معرفته جئت بالقول الدال على ماهيته. ولا شك أن القول الذي يدل على تمام ماهية الشيء يلزم أن يكون مؤلفاً من جزئين: الأول تمام المشترك بينها وبين ما عداها من الماهيات.