صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٧ –

الأخرى، وهو الجنس القريب كالحيوان في تعريف الإنسان، فأنه تمام المشترك بينه وبين الحجر والشجر والفرس، ولو جئت مكانه بالجسم لنقص منه النامي الذي يشارك فيه الشجر، ونقص منه الحساس الذي يشارك فيه الفرس، أو لو جئت مكانه بالجسم النامي لنقص منه الحساس الذي يشارك فيه الفرس. الثاني المميز الذاتي الذي يميزه عن جميع ما عداه، وهو الفصل القريب كالناطق في تعريف الإنسان، فان الفصل البعيد لا يحصل به التمييز المطلوب. فالذي يدل على ماهية الشيء دلالة تامة لا نقص فيها بسمي حداً، ويتركب من جنس الشيء وفصله القريبين، ويخص باسم الحد التام، فان نقص من أجزاء الماهية شيء وكان المميز لها عن جميع ما عداها ذاتياً سمي حداً ناقصاً. فمداركون المعرف حداً أن يكون المميز عن جميع الأغيار ذاتياً. فالفصل القريب إذا لم يكن معه الجنس القريب، حد ناقص، كالجسم الناطق، والنامي الناطق، والحساس الناطق، بل والماشي الناطق، والضاحك الناطق، والناطق وحده في تعريف الإنسان. كل ذلك حد ناقص. لأن الناطق والضاحك والماشي وإن دل على الحيوان، وكذلك الحساس وإن دل على الجسم النامي، وكذلك النامي وإن تدل على الجسم بطريق الالتزام، فأن دلالة الالتزام على أجزاء المعرف لا عبرة بها في التعاريف التي يقصد منها شرح الماهيات وتحصيل أجزائها المجهولة.