صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٦ –

من هذه الأربعة، فلا يصلح واحد منها أن يكون جواباً عن سؤالك.

واعلم أن السؤال عن الجزئيات المجهولة ضربان: أحدهما والسؤال عن حقيقة ذلك المجهول، والثاني السؤال عن الشيء الذي يصلح مميزاً لذلك المجهول، فإذا سألت عن الحقيقة وجب أن تقول في سؤالك: ما هو، وإذا سألت من المميز وجب أن تقول في سؤالك: أي شيء هو. إذا تحققت هذا فاعلم أن الكلي الداخل في الماهية إما أن يكون هو الجزء الذي يرجع إليه الاشتراك بين الماهية وبين غيرها من الماهيات الأخرى بحيث يكون تمام المشترك بينها وبين شيء آخر، كالحيوان بالنسبة إلى ما تحته من الأفراد. وإما أن يكون هو الجزء الذي يرجع إليه التمايز بين الماهية وبين غيرها من الماهيات الأخرى، كالناطق بالنسبة إلى أفراد الإنسان. وإما أن يكون هو تمام الماهية التي لا تمايز بين جزئياتها إلا بالمشخصات، الإنسان بالنسبة إلى ما تحته من الأفراد. فالأول – وهو تمام المشترك بين الماهية وبين شيء آخر – لا يصلح جواباً للسؤال عن حقيقة أي فرد من الأفراد إذا افرد لأن الجواب عن السؤال إنما يكون بتمام حقيقة المسئول عنه، فالحيوان مثلا لا يصلح جواباً للسؤال بما هو إذا قلت: ما هو زيد، أو ما هو الإنسان، أو ما هو الفرس، لأنه ليس تمام الحقيقة لواحد من هذه الثلاثة، وإنما يصلح للجواب إذا جمعت في سؤالك بين حقيقتين