صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧ –

من الحقائق المندرجة تحته، فتقول: ما هو زيد والفرس. فحينئذ يصح أن يقال في الجواب: حيوان، لأن الحيوان هو تمام الحقيقة التي يشترك فيها الإنسان والفرس. فهذا تكلى الداخل في الماهية – الذي يقال في جواب ما هو عند السؤال عن حقيقتين فأكثر من الجزئيات المندرجة تحته ولا يصلح للجواب عند السؤال عن حقيقة واحدة – يسمى جنساً. وقد عرَّفه المناطقة: بأنه الكلي المقول على كثيرين مختلفين بالحقائق في جواب ما هو. ولا أظنك تحتاج إلى إيضاح شيء في هذا التعريف بعد الوقوف على التفاصيل الذي أسلفنا. ولك أن تقول في تعريفه: هو الجزء المشترك بين الماهية وبين ماهية أخرى تخالفها بحيث يكون مرجع الاشتراك لا مرجع الامتياز.

وأعلم أن الجنس صنفان: قريب وبعيد، فالجنس القريب هو المقول في جواب ما هو على جميع الحقائق المشتركة فيه إذا اجتمعت في سؤال واحد كالحيوان، فإنه يصلح للجواب إذا قيل ما الإنسان والفرس، وهكذا إذا استقصيت بقية أنواعه. والجنس البعيد هو المقول في جواب ما هو على بعض الحقائق المشتركة فيه إذا اجتمعت دون جميعها. كالجسم، فإنه يصلح للجواب إذا قلت ما هو الإنسان والحجر، لأنه تمام الماهية المشتركة بينهما. ولكن إذا قلت ما هو