صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٥ –

(وَالذَّاتيُّ إِمَا مَقُولٌ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بِحَسَبِ الشَّركَةِ المَحْضَةِ كَالحَيَوَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ وَهُوَ الجْنْسُ وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ مَقُولٌ عَلَى كَثِيرِينَ مُخْتَلفِين بِالحقائِقِ فِي جَوَابِ مَا هُوَ)

قد علمت أن الكلي هو المفهوم الذي يمكن صدقه على أفراد كثيرة هي الجزئيات المندرجة تحته، وأن الذاتي هو الكلى الداخل في حقيقة جزئياته، وأن العرضي هو الكلي الخارج من حقيقة جزئياته، وستعلم أن الذاتي ينحصر في ثلاثة أنواع: الجنس، والنوع، والفصل. والعرضي ينحصر في نوعين: الخاصة، والعرض العام. ولا أظنك تجهل أن هذه الكليات متماثلة في الحمل على جزئياتها، فكما يصح أن نقول زيد إنسان، يصح أن تقول هو حيوان، وهو ناطق، وهو ضاحك، وهو ماش. وإنما تتمايز هذه الكليات الخمس بشيء آخر وهو صلاحيتها للجواب عن جزئياتها المجهولة. فإذا كنت تجهل زيداً مثلا وسألت من يرشدك إلى حقيقته فقلت: ما هو زيد، صح للمسئول أن يقول له هو إنسان، لأن حقيقة زبده هي الحيوان الناطق الذي هو معنى الإنسان، ولم يجز أن يقول لك هو حيوان، أو ماش، أو ناطق، أو ضاحك، لأن حقيقة زيد ليست واحداً