صفحة:الأيضاح لمتن أيساغوجي في المنطق.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٢ –

النهاري إلا فرد واحد، إلّا أنه بحيث لو وجد كوكب نهاري آخر، لصدق عليه اسم الشمس، وواجب الوجود، وإن قام البرهان على أنه لا يكون إلا واحدًا، إلا أن مفهوم اللفظ ذاته لا يستلزم استحالة صدقه على غير الواحد القهار، أو لم يوجد من افراده شيء أصلا، كالمعدوم والمستحيل واللاشيء، فان هذه الكليات وان لم يوجد من أفرادها شيء، إلّا أن العالم بوضعها لمعانيها يقدر صدقها على الأفراد التي تتطبق عليها مفهوماتها، ولذلك يسميها المناطقة بالكليات الفرضية.

فقد استبان لك مما تقدم، أن اللفظ الكلي هو الذي لا يمنع نفس تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه، أي لا يمنع مفهومه الذي تتصوره وقوع الشركة فيه، من حيث التصور نفسه لا بالنظر إلى شيء آخر، كاستحالة وجود أكثر من فرد له، أو استحالة وجود جملة افراده، وأن الجزئي، هو الذي يمنع نفس تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه، كمحمد ونافع وعبد الله أعلامًا، فان مفهوم كل منها الذي يتصوره العارف بوضعه للذات المعينة، يمنع الشركة فيه من حيث التصور نفسه. (فإن قلت): إنا نجد كثيرًا الجزئيات، لا يمنع نفس تصور مفهومه وقوع الشركة فيه، كهذه الأمثلة التي مثلت بها، فإن محمدًا مثلًا اسم لأشخاص قد لا يحصيهم العدّ، فلم يمنع نفس تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه؛ فهو إما