صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والأسود المنتشرة في أودية معروفة غير بعيدة عن البصرة وقل كذلك عن النعام والطيور على أنواعها، الداجنة منها والنافرة وقد وصف خالد بن صفوان خيرات هذه المدينة للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فقال «يغدو صيادونا، فيجيء هذا بالشبـوط والشيم، ويجيء ذاك بالظبي والظلم، ونحن أكثر الناس عاجاً وساجاً وخزاً وديباجاً، وبرذونا هملاجاً، وخريدة مغناجاً بيوتنا الذهب، ونهرنا العجب، أوله الرطب، وأوسطه العنب، وآخره القصب ١»


ولما كانت البصرة قد أصبحت مرفأ مهماً من مرافئ الدولة الإسلامية، بها قوافل التجارة من البر الى البحر وبالعكس، كان طبيعياً ان تنشط فيها حركة التجارة، فيعمر سوقها، وتبتذل فيها الحاجات وترخص الأسعار. وزاد في نشاطها هذا انتقال عاصمة الخلافة من الشام في العهد الأموي الى العراق في ايام دولة بني العباس فكان للبصرة نصيب في جل ما يرد الى عاصمة الدولة الجديدة وغيرها من مدن ارض السواد، من بضائع الهنـد و تحفها وعاجها وساجها، ومن منسوجات الصين واقمشتها وحريرها، ومن حاصلات جزر الهند الشرقية وتوابلها وعطورهـا ومواد زينتها وخيزرانها ؛ كما كان لها نصيب فيها يصدره العراق من حاصلاته إلى البلاد الأخرى عن طريق البحر

وقد عرف البصريون في ذلك الزمن بنشاطهم في الملاحة وركوب البحر، فصنعوا السفن الشراعية الثقيلة، وامتلكوا الكثير منها، ومخروا في أعماق المحيطات، ووصلوا سواحل البلاد النائية في سبيل التجارة، ونقلوا

بضائعها إلى مدينتهم حيث كانت توزع منها الى داخـل البلاد والأقطار


  1. معجم البلدان : البصرة.
– ١٦ –