صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/95

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٩

وبعد أحيان خرساء هائلة شبيهة بالأجيال المظلمة التي تتمايل فيها الأمم بين النهوض والاضمحلال، رفع الشاب رأسه وقد تَغَلَّبَ شَرَفُ نَفْسِهِ على مَيْلِهَا وحول عينيه عن الصبية الخائفة المترقبة وقال بهدوء «ارجعي أيتها الامرأة إلى ذراعي عريسك فقد قُضي الأمر ومحت اليقظة ما صوَّرته الأحلام. أسرعي إلى أحضان المسرات قبل أن تراك أعين الرقباء فيقول الناسُ قد خانت عريسها في ليلة العرس مثلما خانت حبيبها أيام البعاد»

فارتعشت العروس لهذه الكلمات وتململت كزهرة ذابلة أمام الريح ثم قالت متوجعة: «لا أعود إلى هذا المنزل وبي رمق من الحياة، قد خرجت منه إلى الأبد، قد تركته وكل من فيه مثلما يترك الأسير أرض