صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/94

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٨

هلمَّ نسرع فهذه الدقائق أثمن من حبات الألماس وأغلى من تيجان الملوك»

كانت العروس تتكلم وفي صوتها نغمة أعذب من همس الحياة وأَمَرُّ من عويل الموت وألطف من حفيف الأجنحة وأعمق من أنين الأمواج، نغمة تتموج نبضاتها بين اليأس والأمل، واللذة والألم، والفرح والشقاء، وكل ما في صدر الامرأة من الميول والعواطف.

أما الشاب فكان يسمع وفي داخل نفسه يتصارع الحب والشرف، ذلك الحب الذي يجعل الوعر سهلًا، والظلام نورًا، وذلك الشرف الذي يقف أمام النفس، ويثنيها عن رغائبها ومنازعها. ذلك الحب الذي ينزله الله على القلب، وذلك الشرف الذي تسكبه تقاليد البشر في الدماغ.