صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٥

قال هذه الكلمات وقام من مكانه وخرج إلى الحديقة

ولم تَمْضِ بضع دقائق حتى قامت العروس واتبعته مختلسة خطواتها بين رجال فتنتهم ابنة الكروم ونساء أشغلت قلوبهن صبابة الفتيان. ولما بلغت الحديقة المُوَشَّاةَ بأثواب الليل أسرعت ملتفتة إلى الوراء، ومثل غزال جازع هارب إلى كناسه من الذئاب الخاطفة تقدمت نحو أشجار الصفصاف حيث وقف ذلك الفتى، ولما رأت نفسها بجانبه ترامت عليه وطوقت عنقه بزنديها وأحدقت بعينيه ثم قالت والألفاظ تتسارع من شفتيها بسرعة الدموع من أجفانها: «اسمعني يا حبيبي، اسمعنى جيدًا، ها قد ندمت على جهالتي وتسرعي، قد ندمت يا سليم حتى سحقت الندامة كبدي، أنا أحبك ولا أحب سواك