صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٤

قولي له هي هالكة شقية تريد أن ترى نور عينيك قبل أن تختطفها نار الجحيم، قولي له هي خاطئة تريد أن تعترف بذنوبها وتلتمس عفوك، أسرعي إليه وابتهلي عني أمامه ولا تخافي مراقبة هؤلاء الخنازير لأن الخمور قد سَدَّتْ آذانهم وأعمت بصائرهم»

فقامت سوسان من جانب العروس وجلست بقرب سليم الكئيب المنفرد وحده وأخذت تستعطفه هامسة في أذنه كلمات رفيقتها ودلائل الود والإخلاص بادية على ملامحها وهو منحني الرأس يسمع ولا يجيب ببِنْتِ شَفَةٍ، حتى إذا ما انتهت من كلامها نظرت إليها نظرة ظامئٍ يرى الكأس في قبة الفلك وبصوت منخفض تخاله آتيًا من أعماق الأرض أجابها قائلًا: «سوف أنتظرها في الحديقة بين أشجار الصفصاف»