صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٤

الصباح أسلموه إلى الجند قائلين:(هو لص شرير جاء لكي يسرق آنية الدير الذهبية) فاقتاده الجند إلى السجن ثم إلى المشنقة ليملأوا أجواف العقبان من جسده لأنه حاول أن يملأ أجواف صغاره الجياع من فضلات الغلة التي جناها بأتعابه إذ كان خادمًا للدير"

وذهبت المرأة الفقيرة ولكلامها المتقطع أشباح محزنة تتصاعد وتتسارع إلى كل ناحية كأنها أعمدة من الدخان يتلاعب بها الهواء.

*•*•*

وقفت بين القبور الثلاثة وقفة مؤبِّنٍ أُرْتِجَ عليه وانعقد لسانه لوعة فانسكب دمعه متكلمًا عن عواطفه. وحاولت التفكر والتأمل فعصتني نفسي لأن النفس كالزهرة تضم أوراقها أمام الظلمة ولا تعطي أنفاسها لخيالات الليل.

وقفت ومن دقائق تراب تلك القبور ينبثق صراخ