صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٣

الآن وعندما يشب أبناؤك ابعثهم إلينا لكي يأخذوا مكانك في الحقل) فبكى وأبكاني واسترحمهم باسم يسوع واستحلفهم بالملائكة والقديسين فلم يرحموه ولم يشفقوا عليه وعليَّ وعلى صغارنا العراة الجائعين. فذهب يطلب عملًا في المدينة وعاد مطرودًا لأن سكان تلك القصور لا يستخدمون إلا الفتيان الأقوياء. ثم جلس على قارعة الطريق مستعطيًا فلم يحسن الناس إليه بل كانوا يمرون به قائلين: (الصدقة لا تجوز على مغلوب التواني والكسل) ففي ليلة وقد بَرَّحَ الْعَوَزُ بنا حتى صار أطفالنا يتلوون جوعًا على التراب. والرضيع بينهم يمص ثدييَّ ولا يجد لبنًا. تغيرت ملامح زوجي وذهب مستترًا بالظلام ودخل قبوًا من أقبية الدير حيث يخزن الرهبان غلة الحقول وخمر الكروم وحمل زنبيلًا من الدقيق على ظهره وهمَّ بالرجوع إلينا. لكنه لم يَسِرْ بضع خطوات حتى استيقظ القسس من رقادهم وقبضوا عليه وأوسعوه ضربًا وشتمًا وعندما جاء