صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٠

فنظر إليَّ وأجفانُه المقرحة من البكاء والسهر تتكلم عن شدة حزنه ولوعته وبصوت مخنوق ترافقه التنهيدات الأليمة قال: «أنا هو ذلك الرجل التعس الذي رُجِمَتْ من أجله، أحببتها وأحبتني مذ كُنَّا صغيرين نلعب بين المنازل. نمونا ونما الحب معنا حتى صار سيدًا قويًا نخدمه بعواطف قلبينا فيستميلنا إليه ونهابه بسرائر روحينا فيضمنا إلى صدره. ففي يوم وقد كنت غائبًا عن المدينة زوَّجها والدها كرهًا من رجل تكرهه ولما رجعت وسمعت بالخبر تحولت أيامي إلى ليل طويل حالك وصارت حياتي نزاعًا مرًّا متواصلا. وبقيت أصارع عواطفي وأغالب ميول نفسي حتى تغلبت عليَّ وقادتني مثلما يقود البصير ضريرًا أعمى. فذهبت إلى حبيبتى سرًّا وأقصى مرامي أن أرى نور عينيها وأسمع نغمة صوتها فوجدتها منفردة تندب حظها وترثي أيامها فجلست والسكينة حديثنا والعفاف ثالثنا، ولم تمر ساعة حتى دخل زوجها فجأة ولما رآني أوعزت إليه نياته القذرة فقبض