صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٩

القائد الظلوم حتى جاء الجند وساقوه إلى السجن مكبلًا بالقيود»

قالت هذا ونظرت إليَّ نظرة تذيب الفؤاد وتثير الشجون وولَّت مسرعة ورنات صواتها الموجعة تولد بين تموجات الأثير اهتزازًا وارتعاشًا.

وبعد هنيهة نظرت فرأيت فتى في ربيع العمر يتقدم ساترًا وجهه بأثوابه حتى إذا ما بلغ جثة المرأة الزانية وقف بقربها وخلع عباءته وستر بها أعضاءها العارية وأخذ يحفر الأرض بخنجر كان معه ثم حملها بهدوء وواراها التراب ساكبًا مع كل حفنة قطرة من أجفانه. ولما انتهى من عمله جنى بعض الزهور النابتة هناك ووضعها على القبر منحني الرأس منخفض الطرف. وإذا هم بالذهاب أوقفته قائلًا: « ما نسبة هذه المرأة الساقطة إليك حتى سعيت مخالفًا إرادة الأمير ومخاطرًا بحياتك لكي تحمي جسدها المرضوض من طيور السماء الجوارح »