صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٨

من قبضة العار من أن أترك جسده طعامًا لقشاعم الطير والوحوش الكواسر.» فأجبتها قائلًا: «لا تخافي مني أيتها المسكينة. فأنا قد ندبت حظ فتاك قبلك بل خبريني كيف أنقذك من قبضة العار.»

فقالت والغصص تقطع صوتها: «جاء قائد الأمير إلى حقولنا ليتقاضى الضرائب ويجمع الجزية ولما رآني نظر إليَّ نظرة استحسان مخيفة ثم فرض ضريبة باهظة على حقل والدي الفقير يعجز الغني عن دفعها فقبض عليَّ ليقتادني قهرًا إلى صرح الأمير بدلا من الذهب فاسترحمته بدموعي فلم يحفل واستحلفته بشيخوخة والدي فلم يرحم فصرخت مستغيثة برجال القرية فجاء هذا الشاب وهو خطيبي وخلصني من بين يديه القاسيتين فاستشاط غضبًا وهمَّ أن يفتك به فسبقه الشاب وامتشق سيفًا قديمًا معلقًا على الحائط وصرعه به مدافعًا عن حياته وعن عرضي، ولكبر نفسه لم يفر هاربًا كالقتلة المجرمين بل لبث واقفًا بقرب جثة