صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٠

ركبتيه المرتعشتين كأنهما خرقتان من أطراف ثوبه البالي، ويلتفت جزعًا إلى كل ناحية، ومن نظراته الموجعة تنبعث خيالات البؤس والفقر والتعاسة.

فالتفت الأمير نحوه، وقال بلهجة الاشمئزاز: «وما ذنب هذا القذر الواقف كالميت بين الأحياء؟»

فأجابه أحد الجنود قائلًا: «هو لص سارق قد دخل الدير ليلًا، فقبض عليه الرهبان الأتقياء ووجدوا طي أثوابه آنية مذابحهم المقدسة.»

فنظر إليه الأمير نظرة النسر الجائع إلى عصفور مكسور الجناحين، وصرخ قائلًا: «أنزلوه إلى أعماق الظلمة، وكَبِّلُوه بالحديد وعند مجيء الفجر جُرُّوه إلى شجرة عالية واشنقوه بحبل من الكَتَّان، واتركوا جسده معلقًا بين الأرض والسماء، فتنثر العناصر أصابعه الأثيمة نثرًا، وتذري الرياح أعضاءه نتفًا.»

أرجعوا اللص إلى السجن والناس يهمسون بعضهم