صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥١

في آذان بعض قائلين: «كيف تجرأ هذا الضعيف الكافر على اختلاس آنية الدير المقدسة»

ونزل الأمير عن كرسي القضاء فاتبعه العقلاء والمتشرِّعون، وسار الجند خلفه وأمامه وتبدد شمل المتفرجين وخلا ذلك المكان إلا من عويل المسجونين، وزفرات القانطين المتمايلة كالخيالات على الجدران.

جرى كل ذلك وأنا واقف هناك وقوف المرآة أمام الأشباح السائرة مفكرًا بالشرائع التي وضعها البشر للبشر، متأملًا بما يحسبه الناس عدلًا، متعمقًا بأسرار الحياة باحثًا عن معنى الكيان، حتى إذا ما تضعضعت أفكاري مثلما تتوارى خطوط الشفق بالضباب خرجت من ذاك المكان قائلًا لذاتي: الأعشاب تمتص عناصر التراب، والخروف يلتهم الأعشاب، والذئب يفترس الخروف، ووحيد القرن يقتل الذئب، والأسد يصيد وحيد القرن. والموت يُفني الأسد. فهل توجد قوة تتغلب على الموت فتجعل