صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٩

المهزولة الواقفة أمامنا وقوف الظل بجانب الحقيقة؟»

فأجابه أحد الجنود قائلًا: «هي امرأة عاهرة قد فاجأها بعلها ليلًا، فوجدها بين ذراعي خليلها فأسلمها للشرطة بعد أن فَرَّ أليفها هاربًا.»

فأحدق الأمير بها، وهي مطرقة خجلًا ثم قال بشدة وقساوة: «أرجعوها إلى الظلمة، ومَدِّدُوها على فراش من الشوك لعلها تذكر المضجع الذي دنسته بعيبها، وأسقوها الخل ممزوجًا بنقيع العلقم عساها تذكر طعم القُبَلِ المحرمة، وعند مجيء الفجر جروها عارية إلى خارج المدينة، وارجموها بالحجارة، واتركوا جسدها هناك لكي تتنعم بلحمانه الذئاب، وتنخر عظامه الديدان والحشرات.»

توارت الصبية بظلمة السجن والحاضرون ينظرون إليها بين معجب بعدل الأمير، ومتأسِّف على جمال وجهها الكئيب، ورِقَّة نظراتها المحزنة.

وظهر الجنديان ثالثة يقودان كهلًا ضعيفًا يسحب