صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٨

سمعان الرامي.

ولم يكتف الخوري إلياس بإبلاغ الشيخ هذا الخبر بل زاد قائلًا: «إن الشيطان الذي يُطرد من الدير لا ينقلب ملاكًا في هذه القرية، والتينة التي يقطعها رب الحقل ويلقيها في النار لا تعطي أثمارًا جيدة وهي في الموقد، فإن كنا نريد أن تبقى هذه القرية سالمة من جراثيم العلل الخبيثة فعلينا أن نطرد هذا الشاب من منازلنا وحقولنا مثلما طردَهُ الرهبان من الدير»

فسأله الشيخ عباس قائلًا: «وكيف عرفت بأن هذا الشاب سيكون في هذه القرية كالعلة الخبيثة؟ أليس أفضل أن نبقيه عندنا ونجعله ناطورًا للكروم أو راعيًا للبقر؟ نحن بحاجة ماسة إلى العمال فإذا ما جلبت لنا الطريق فتى قوي الساعدين نسترضيه ولا نطرده»

فابتسم الكاهن تلك الابتسامة الشبيهة بملامس الأفعى ثم قال ممشطًا لحيته الكثيفة بأصابعه: «لو كان هذا الشاب صالحًا للعمل لما طرده الرهبان؛ لأن أراضي الدير وسيعة