صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٧


ابن الشرف الموروث يقف في لبنان بجانب قصره ويصرخ باللبنانين قائلًا «قد أقامني السلطان وليًّا على أجسادكم» والكاهن ينتصب أمام المذبح هاتفًا «قد أقامني الله وصيًّا على أرواحكم» أما اللبنانيون فيظلون صامتين لأن القلوب المغلغلة بالتراب لا تنكسر لأن الأموات لا يبكون.

فالشيخ عباس الذي كان في تلك القرية وليًّا وحاكمًا وأميرًا كان محبًّا لرهبان الدير، محافظًا على تعاليمهم وتقاليدهم لأنهم كانوا يشاركونه بقتل المعرفة وإحياء الطاعة في نفوس حارثي حقوله وكرومه.

ففي ذلك المساء — بينما كان خليل ومريم يقتربان من عرش الحب وراحيل تنظر إليهما بانعطاف مستطلعة خفايا نفسيهما — ذهب الخوري إلياس كاهن القرية وأخبر الشيخ عباس بأن الرهبان الأتقياء قد طردوا من الدير فتًى متمردًا شريرًا وأن هذا الملحد الكافر قد جاء القرية منذ أسبوعين، وهو الآن ساكن في بيت راحيل أرملة