صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٥

وسكت الشاب والامرأتان تنظران إليه بانعطاف وإعجاب وشفقة كأن نفسيهما قد فهمتا خفايا نفسه واشتركتا معها بالشعور والمعرفة، وبعد هنيهة مدت راحيل يدها أسر إرادتها ولمست يده بلطف وقالت والدموع تتلمع في عينيها: ان من تختاره السماء نصيرًا للحق لا تفنيه المظالم ولا تميته الثلوج والعواصف.

وهمست مريم قائلة: إن العواصف والثلوج تُفْنِي الزهور ولكنها لا تميت بذورها

فقال خليل وقد أنارت التعزية وَجْهَهُ المُصْفَرَّ مثلما تنير أشعة الفجر خطوط الأفق إن كنتما لا تحسباني متمردًا وكافرًا كما يحسبني الرهبان يكون الاضطهاد الذي لقيته في الدير رمزًا للشدة التي تعانيها الأمة قبل بلوغها المعرفة، وتكون هذه الليلة التي كادت تميتني شبيهة بالثورات التي تتقدم الحرية والمساواة لأن من قلب