صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/142

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٦

الامرأة الحساس تنبثق سعادة البشر ومن عواطف نفسها الشريفة تتولَّد عواطف نفوسهم.

قال هذا واتَّكَأَ على الوسادة فلم تشأ الامرأتان متابعة الحديث لأنهما عرفتا من نظراته بأن النعاس المتولد من الراحة والاستدفاء بعد عناء المسير قد راود عينيه.

ولم تمر بضع دقائق حتى أغمض خليل أجفانه ونام كالطفل المستأمن على ذراعي أمه، فقامت راحيل بهدوء واتبعتها مريم وجلستا على فراشهما تنظران إليه كأن في وجهه الذابل جاذبًا يستميل روحيهما ويحيط بقلبيهما، ثم همست الوالدة كأنها تتكلم مع نفسها وقالت: في عينيه المطبقتين قوة غريبة تتكلم بالسكينة وتنبه أميال النفس.

وقالت الابنة: يداه يا أماه مثل يدي صورة يسوع الموجودة في الكنيسة.

فهمست الوالدة: «على وجهه الكئيب ظاهرة رقة