صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٤

مخالب الموت- نظرة الأمل بعد اليأس. ثم ألوى عنقه وخرجت هذه الكلمات من بين شفتيه المرتعشتين (ليبارككما الله)

فقالت راحيل وقد وضعت يدها على كتفه (لا تزعج نفسك بالكلام يا أخي بل ابْقَ صامتًا حتى تعود إليك القوة)

وقالت مريم (اتكئ يا أخي إلى هذا المسند واقترب قليلًا من الموقد)

فاتكأ الشاب متنهدًا وبعد دقيقة ملأت راحيل الطاس خمرًا وسقته ثانية ثم التفتت نحو ابنتها وقالت (ضعي جبته بقرب النار لتجف) ففعلت مريم ثم جلست تنظر إليه بحنو وشفقة كأنها تريد أن تبث بنظراتها الحرارة والقوة في جسده النحيل.