صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٣

المسكين يخاطر بحياته؟)

فقالت الصبية مستدركة (ولكن هو أمرد يا أماه وللرهبان لحى كثيفة) فنظرت إليه الوالدة وقد انسكبت الرأفة الوالدية من عينيها وقالت متنهدة(جففي قدميه جيدًا يا ابنتي راهبًا كان أم مجرمًا)

وفتحت راحيل الخزانة الخشبية وأخرجت منها جرة صغيرة مملوءة خمرًا وسكبت منها في إناء من الفخار ثم قالت لابنتها (أسندي رأسه يا مريم لنجرعه قليلًا من الخمر فينتعش وتعود الحرارة إلى جسده)

قربت راحيل حافة الطاس إلى شفتي الشاب وجرعته قليلًا ففتح عينيه الكبيرتين ونظر إلى منقذيه لأول مرة نظرة لطيفة محزنة قد انبعثت مع دموع الشكر ومعرفة الجميل= نظرة من شعر بملامس الحياة بعد أن كان بين