صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٧

وظل الشاب سائرًا والموت يتبعه حتى خارت قواه وانحطت عزيمته وتَجَمَّدَتِ الدماء في عروقه فارتمى على الثلوج وصرخ صوتًا هائلًا هو بقية الحياة في جسده صوت خائف قد رأى خيال الموت وجهًا لوجه، صوت منازع قانط أتلفته الظلمة وقبضت عليه العاصفة لترمي به إلى الهاوية، صوت محبة الكيان في فضاء العدم.

-٣-

في الجهة الشمالية من تلك القرية كوخ صغير منفرد بين الحقول تسكنه امرأة تدعى راحيل مع ابنتها مريم غير المتجاوزة الثامنة عشرة من سنيها، هذه المرأة هي أرملة سمعان الرامي الذي وُجِدَ قتيلًا في البَرِّيَّةِ منذ خمسة أعوام ولم يُعْرَفْ قاتله بعد.

4