صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٩

فتقدم إذ ذاك الكاهن الذي ضفر بتعاليمه أكاليل ذلك العرس وأشار بيمينه نحو القتيلين ونظر نحو القوم المذهولين وخاطبهم بصوت خشن قائلًا: «معلونةٌ هي الأيدي التي تمد إلى هذين الجسدين الملطخين بدماء الجريمة والعار، وملعونة هي الأعين التي تذرف دموع الحزن على هالكين قد حملت الأبالسة روحيهما إلى الجحيم، لتبقَ جثة ابن سادوم وجثة ابنة عمورة مطروحتين على هذا التراب الدنس المجبول بدمائهما حتى تتقاسم لحمانهما الكلاب وتذري عظامهما الرياح. اذهبوا إلى مساكنكم أيها الناس واهربوا من الرائحة المنتنة المتصاعدة من داخل قلبين جبلتهما الخطيئة وسحقتهما الرذيلة، تفرقوا أيها الواقفون بقرب هاتين الجيفتين، وانصرفوا مُسْرِعِينَ قبل أن تلسعكم ألسنة النار الجهنمية ومن يبقَ منكم ههنا يكن محرومًا ومرذولا فلا يدخل الهيكل الذي يركع فيه المؤمنون ولا يشترك بالصلاة التي يقدمها المسيحيون!»