صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٨

الباردتين وخرجت هذه الكلمات المتقطعة مع أنفاسها الأخيرة «انظر يا حبيبي-انظر يا عريس نفسي كيف وقف الحساد حول مضجعنا- انظر عيونهم المحدقة بنا، واسمع صرير أسنانهم وتكسير ضلوعهم، قد انتظرتني طويلًا يا سليم فها أنذا. قد كسرت القيود وفككت السلاسل فلنسرعن نحو الشمس فقد طال وقوفنا في الظل، ها قد امَّحت الرسوم وانحجبت الأشياء فلم أعد أرى سواك يا حبيبي، ها شفتاي فاقتبل أنفاسي الأخيرة، هلم نذهب يا سليم فقد رفع الحب أجنحته وسبح أمامنا نحو دائرة النور»

وألقت العروس صدرها على صدر حبيبها فامتزجت دماؤها بدمائه وأحنت رأسها على عنقه وظلت عيناها محدقتين بعينيه.

ولبث الناس صامتين هنيهة وقد اصفرَّتْ وجوههم وتراخت ركابهم كأن هيبة الموت قد سلبتهم القوة والحراك.