صفحة:الأدب الكبير.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٧٣ –

وأنَّ الصديق ليس بينك وبينه قاض، فإنَّما هو رضاه حَكَمُه١.

بَابُ

اجعل غاية تيّنك في مؤاخاة مَن تؤاخي ومواصلة من تواصل وطينَ نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك، وإنْ ظهر لك منه ما تكره. فإنه ليس كالمملوك تُعتِقه متى شئت، أو كالمرأة التي تُطِلّقها إذا شئْتَ، ولكنَّه عِرضُك ومروءتك. فإنَّما مُرُوّة الرجل إخوانه وأخدانه. فإِنْ عَثَرَ الناس على أَنك قطعتَ رجلًا من إخوانك — وإنْ كنت مُعذرًا٢ — نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والمَلال فيه. وإنْ أنت مع ذلك


  1. في ع: فإنَّما هو حكمه ورضاه. وفي ش: فإنَّما حكمه رضاء. وقد ضبط الشنقيطى حكمه بفتح الحاء والكاف.
  2. في السلطانية وحدها: معذوراً.