صفحة:الأدب الكبير.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٦٦ –

بالجد هزلًا هجَّنته، وإنْ خلطت بالهزل جدًّا كدرته.

غير أني قد علِمْتُ مَوْطنًا واحدًا إنْ قدرت أنْ تَستقبِلَ فيه الجِدَّ بالهزل، أصبتَ الرأي وظهرتَ على الأقران؛ وذلك أنْ يتورَّدَك متورِّدٌ بالسفه والغضب وسُوء اللفظ. فتجيبه إجابة الهازل المداعب، بُرحْبٍ من الذَّرْع وطلاقةٍ من الوجه وثباتٍ من المنطق.

إنْ رأيت صاحبك مع عدوِّك، فلا يُغضبنَّك ذلك. فإنما هو أحد رجلين:

إنْ كان رجلًا من إخوان الثقة، فأنفعُ مَواطِنه لك أقربُها من عدوِّك؛ لشَرٍّ يكفه عنك، أو لعورة يسترها منك، أو غائبة يطَّلع عليها لك. فأمَّا صديقك، فما أغناك أنْ يحضره ذو