صفحة:الأدب الكبير.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٦٥ –

في كلِّ حين يحسُنُ كلُّ صواب. وإنما تمام إصابة الرأي والقول بإصابة موضعه. فإن أخطأك ذلك، أدخلتَ المِحنة على عقلك وقولك، حتى تأتي به في موضعه. وإنْ أتيت به في غير موضعه، أتَيْتَ به وهو لا بَهاء ولا طُلاوة له.

وليعرفِ العلماء حين تُجالسهم، أنَّك على أنْ تسمعَ أحرص منك على أنْ تقول.

إن آثرتَ أنْ تُفاخر أحدًا ممن تستأنِس إليه في لَهْو الحديث، فاجعلْ غاية ذلك الجِدَّ، ولا تعتدْ أنْ تتكلم فيه بما كان هزلًا. فإذا بلغ الجِدَّ أو قارَبَهُ فدَعْهُ.

ولا تخلطنَّ بالجدِّ هزلًا، ولا بالهزل جِدًّا. فإنك إنْ خلَطتَ

(٥)