صفحة:الأدب الكبير.pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥١ –

أنْ تقْلَعه وتَدْخُل دونه. فإنَّ هذه خَلَّة من خلال السَّفَهِ قد يُبْتلَى بها الحُلماءُ عند الدُّنُوِّ من السلطان حتى يُحدِّثَ الرجل منهم نفسَهُ أنْ يكونَ دُونَ الأَهْلِ والولد: لفضلٍ يظُنُّه بنفسه أو نقصٍ يَظُنُّه بغيره.

ولكلِّ رجلٍ من الملوك أو ذوي هيئةٍ من السُّوقة أليفٌ وأنيسٌ، قد عَرَفَ رُوحه رُوحه واطَّلع قلبه على قلبه، فليستْ عليه مَؤونة في تبذُّل يتبذَّلُه عنده، أو رأيٍ يسْتَبِين١ منه، أو


  1. وردت هذه الكلمة في جميع النسخ هكذا "يستزله" بمعنى يطلب زلته وسقطه. فيكون المعنى انه لا بأس ولا غبار على الرجل اذا اقضى إليه صاحبه برأي وكان في ذلك الرأي سقطة وخطأ فاحش لارتفاع الكلفة بينهما. وفي ذلك مبالغة في الدلالة على الاختصاص والالتصاق اللذين يمتنع منهما خوف الملامة أو الانتقاد. وقد اشار العلامة المرحوم الشيخ ابراهيم اليازجي بتصحيحها هكذا. "يستنزله" ووافقه على ذلك الأمير شكيب. على أن التعبير "باستنزال الرأي" ليس من المألوف فضلًا عن كونه ليس من الأمور التى تدل على التبسط والتبذل وامتناع الكلفه وارتفاع المؤونة. وأما النسخ السلطانية فقد وردت فيها الرواية التي اعتمدناها في المتن "يستبين له" وبها يستقيم المعنى وينتظم السياق.