صفحة:الأدب الكبير.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥٢ –

سرٍّ يفشيه إليه. غير أنَّ تلك الأنَسَة وذلك الإلْف يَسْتخرج من كل واحد منهما ما لم يكن ليظهرَ منه عند الانقباض والتشدُّد. ولو التمس مُلتمسٌ مثل ذلك عند مَن يستأنِف١ ملاطفته ومؤانسته ومناسمته٢ — وإنْ كان ذا فضل في الرّأي وبَسْطةٍ في العلم — لم يجِدْ عنده مِثْلَ ما هو مُنتفِعٌ به ممَّن هو دون ذلك في الرأي ممن قد كُفي مؤانستَهُ ووقع على طباعه.

لأنَّ الأنَسَةَ رَوْحٌ٣ للقلوب، وأنَّ الوَحْشَةَ رَوْعٌ٤


  1. الاستئناف والائتناف معناها الابتداء. ومن ذلك الروضة الأنف والكلأ الانف "يضم الألف والنون فيهما" بمعنى الذي لم يرعه أحد. ومن ذلك أيضًا كأس انف للتي لم يشرب بها قبل ذلك، كانه استؤنف شربها أي ابتدىء بشربها لأول مرة. وأما في عصرنا هذا فقد جرت لغة القضاء والمحاكم على أن الاستشاف يكون مراجعة الحكم مرة ثانية لنسخه أو تأييده.
  2. المناسمة مثل المناسمة بمعنى المساررة.
  3. راحة.
  4. فزع.