صفحة:الأدب الكبير.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥٠ –

فإنَّا قد رأَيْنَا الناسَ يَعْتَرِفون بفضل الرجل وينقادون له ويتعلَّمون منه، وهم أخْلِيَاءٌ. فإذا حَضَرُوا السلطان، لم يَرْضَ أحدٌ منهم أنْ يُقِرَّ له ولا أنْ يكون له عليه في الرأي والعِلْم فضلٌ، فاجتَرَأوا عليه بالخلاف والنَّقْض.

فإِنْ ناقضهم، صار كأحدهم. وليس بواجدٍ في كل حين سامعًا فَهِمًا أو قاضيًا عَدْلًا.

وإنْ تَرَكَ مناقضتهم، كان مغلوبَ الرَّأي مردودَ القول.

إذا أَصبْتَ عند السلطان لُطْفَ منزلة — لغَناء١ يَجِده عندك أو هوًى يكون له فيك — فلا تَطْمحنَّ كلَّ الطِّماح ولا تُزيِّننَّ لك نفسُك المزايلة له عن أليفه وموضع ثقته وسرِّه قَبْلَك، تُريدُ


  1. الغناء بالفتح النفع.