صفحة:الأدب الكبير.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٦ –

وإذا لم يقصد السائل في المسألة لرجل واحد وعَمَّ بها جماعة مَن عنده، فلا تُبادرنَّ بالجواب، ولا تُسابق الجُلَساء، ولا تُواثِبْ بالكلام مواثبةً. فإن ذلك يجمع مع الشَّيْنِ التكلُّفَ والخِفَّةَ.

فإنّك إذا سبَقْتََ القومَ إلى الكلام، صاروا لكلامِكَ خُصَمَاء١ فتعقبوه بالعيب والطعن. وإذا أنت لم تعجَل بالجواب وخليته للقوم، اعْتَرَضتَ أقاويلهم على عينك، ثم تَدَبَّرتها وفكَّرْتَ فيما عندَك، ثم هيَّأت من تفكيرك ومحاسنِ ما سمعتَ جوابًا رضيًّا، ثم استدبرتَ به أقاويلهم حين تُصِيخُ إليك الأسماعُ ويهدأ عنك الخصومُ٢.

وإنْ لم يَبْلُغْكَ الكلام حتى يُكْتَفَى بغيرك، أو ينقطعَ


  1. الخصماء جمع خصيم. وفيه دليل على التشدد في الخصومة والمعارضة والمجادلة واللدد.
  2. الخصوم مفرده خصم بمعنى المحاجج والمجادل والمعارض.