صفحة:الأدب الكبير.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٧ –

الحديث قبلَ ذلك، فلا يكونُ من العَيْبِ عنِدَك ولا من الغَبْنِ في نفسك فَوْتُ ما فاتك من الجواب.

فإنَّ صيانَة القول خيرٌ من سوء وضعه، وإنَّ كلمةً واحدةً من الصَّواب تُصيبُ موضِعَها خيرٌ من مائة كلمة تقولُها في غير فُرَصِها ومواضعها. مع أنَّ كلام العَجَلة والبدارِ١ مُوَكَّلٌ به الزَّلل وسوءُ التقدير، وإنْ ظنَّ صاحبُه أنَّه قد أتقنَ وأحكم.

واعلم أنَّ هذه الأُمور لا تُدْرَك ولا تُمْلَك إلَّا برُحْبِ الذَّرْع عند ما قيل وما لم يُقَل، وقلَّةِ الإعظام لما ظهر من المُرُوءَة أو لم يَظْهَر، وسَخاوَةِ النفس عن كثيرٍ من الصَّواب، مخافة الخلاف ومَخَافَة العَجَلَة ومخافة الحَسَد ومَخَافَة المِرَاءِ.


  1. البدار المعاجلة والاستباق.