صفحة:الأدب الكبير.pdf/40

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٢ –

الأُمَنَاء، وكثيرٌ من الغَدَرَة١ بمنزلة الأوفياء؛ ويغَطَّى عليه أمرُ كثير من أهل الفضل الذين يصونون أنفسهم عن التمحُّل والتصنُّع.

بَابُ

إذا عرَفتَ نفسَك من الوالي بمنزلة الثقة، فاعزل عنه كلام المَلَق، ولا تُكثرنَّ من الدعاء له في كل كلمة، فإنَّ ذلك شبيهٌ بالوَحْشة والغُربة، إلَّا أنْ تكلِّمه على رءوس الناس، فلا تَأْلُ٢ عمَّا عظَّمه ووقَّره.

لا يعرِفنَّك الوُلاةُ بالهوَى في بلدٍ من البُلدان ولا قبيلة من القبائل، فيُوشِكُ أنْ تحتاجَ فيهما إلى حكاية أو شهادة، فتُتَّهم


  1. أي الغادرين.
  2. أي لا تقصر تقصيرًا.