صفحة:الأدب الكبير.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣١ –

شُعْبة من قرابة أو مودَّة فافعل. فإن أخطأك ذلك، فاعلم أنك إنّما تعمل على السُّخْرة.

بَابُ

إنْ استطعت أنْ تجعل صُحْبَتَك لمن قد عَرَفَك بصالح مُرُوءَتك وصحَّة دِينك وسلامة أُمورك قبل ولايته فافعل.

فإنَّ الوالي لا عِلْمَ له بالناس إلَّا ما قد عَلِمَ قبل ولايته. أمَّا إذا وَلي، فكلُّ الناس يلقاه بالتزيُّن والتصنُّع، وكلهم يحتال لأنْ يُثنَى عليه عنده بما ليس فيه. غير أنَّ الأنذال والأرذال هم أشدُّ لذلك تصنُّعًا وأشدُّ عليه مثابرة وفيه تمحُّلًا.

فلا يمتنع الوالي — وإنْ كان بليغ الرأي والنظر — من أنْ يَنْزِل عنده كثيرٌ من الأشرار بمنزلة الأخيار، وكثيرٌ من الخانة١ بمنزلة


  1. جمع خائن. مثل الخونة والخائنين.